حياتنا كلمات
بسم الله الرحمن الرحيم
دخلت إلى عالم التدوين متأخرا .. وذلك لأنى قائم على إدارة مجموعة بريدية على الياهوو .. فكنت أخصص لها وقت دخولى للإنترنت .. ولكن بعد متابعتى التى دامت اكثر من شهر للعديد من المدونات ألحت علىّ نفسى بإنشاء المدونة وبعدما وجدت العديد من كتاباتى التى لاتصلح أن ترسل إلى المجموعة البريدية ولا بد لها من مدونة تحتويها .. فقررت أخيرا إنشاء هذه المدونة التى سميتها كلماتى .. وجعلت عنوانها حياتنا كلمات .. إذ أنه عبر الكلمات يمكننا التواصل مع الأخرين سواء كانت هذه الكلمات منطوقة أو مكتوبة .. والمفكرين والفلاسفة والأدباء والعلماء هم من يقدرون حقاً قيمة الكلمة الواحدة ولا تكون الكلمة إلا لغرض معين وقد بين الله تعالى لنا فى كتابه الكريم قيمة الكلمة الواحدة وذلك فى قوله تعالى {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18 وقد ورد لفظ كلمة فى القرآن الكريم فى العديد من المواضع نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر قوله تعالى {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء }إبراهيم24 وأيضا قوله تعالى {وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ }إبراهيم26 وكما وضح لنا الله تعالى خطورة الكلمة الواحدة وإنها إما لنا وإما علينا وضح لنا رسولنا الكريم صلاوات الله وسلامه عليه فى الحديث الصحيح ( إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ، ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت ؛ يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه ، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت ؛ يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه ) وايضا يزيد توضيح لنا صلى الله عليه وسلم عندما أخذ بلسان سيدنا معاذ بن جبل وقال له : كف عليك هذا . فقال : يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ فقال : ثكلتك أمك يا معاذ ! وهل يكب الناس على وجوههم في النار أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم
وفى هذا الموضع لا أنسى كلمة الأستاذ سيد قطب إذ يقول : كلماتنا وأفكارنا تبقى جثث هامدة حتى إذا متنا وغذيناها بدمائنا أنتفضت حية